مدونة الحياة تهتم بالمرأة وشؤونها :فكر صحة طبخ كما تهتم بالطفل والتربية السليمة

نجهل عن أنفسنا كل شئ.

   قرات منذ عدة أسابع مقال لحفيظ دراجي بعنوان "يجهلون عنا كل شئ"  بجريدة الشروق والذي تناول فيه جهل الشعوب العربية بالجزائر وشعبها وتقصير الجزائر في التواصل مع هذه الشعوب واهم ماجاء فيه:" أدركت مدى تقصيرنا الرسمي والشعبي في التواصل بيننا والتسويق لصورة بلد من حجم الجزائر بشعبها العظيم ورصيدها الكبير، والذي للأسف لا يعرف عنه الإخوة العرب والمسلمون سوى أنه بلد المليون ونصف المليون شهيد، الغني بالبترول والغاز والذي يتميز شعبه بالعصبية والنرفزة، والذي لم يتخلص من تبعيته السياسية والثقافية لفرنسا، ولا يتقن أبناؤه اللغة العربية جيدا، وأنه البلد الذي شارك في مونديال كرة القدم ثلاث مرات عبر التاريخ"
وأنا  أقرأ هذه الاسطر شعرت بالألم الذي شعر بها دراجي فكيف لبد كالجزائر  التي تمتد حضارتها آلاف السنين ،ويمتد نضالها قرون وقرون وتنجب من انجبت  من ابطال بداية من يوغرطا وماسينيسا ... وصولا  لابن مهيدي ،عميروش ، بن بولعيد ، حسيببة  وجميلة........
كيف لبلد انجبت  بن باديس ، التبسي  الأبراهيمي ومفكر العصر مالك بن نبي ......  والقائمة تطول وتطول .
كيف لبلد كالجزائر أن تنسى تاريخها ،حضارتها  ،ثورتها كيف للجزائرأن تنسى ماضيها  وتنزوي بعيدة عن صناعة الحاضر والمستقبل .
او بالاحرى كيف للجزائري الحر ان ينس من هو ، ان ينس دمائه الامازيغية الحرة الكريمة  التي اختلطت بالدم العربي الأصيل ويفقد شعوره بالانتماء لأمة ضاربة في التاريخ ويبحث عن انتماء آخر فلا يجده.
كيف للجزائري ان يعجز عن تسويق حضارته وفكره وعلمائه وثورته التي مجدها المفكرون والسياسيون
وتغنى بها الشعراء والادباء:
       تأذن ربك ليلة قدر وألقى الستار على ألف شهر
فقال له الشعب أمرك ربي فقال له الرب أمرك أمري
ولعلع صوت الرصاص يدوي فعاف اليراع خرافات حبري
وتأبى المدافع صوغ الكلام إذا لم يكن من صواغ جمر
وتأبى القنابل طبع الحروف أذا لم تكن من سبائك حمر
وتأبى الصفائح نشر الصحائف ما لم تكن بالقرارات تسري
ويأبى الحديد إستماع الحديث إذا لم يكن من روائع شعري
نوفمبر غيرت مجرى الحياة وكنت نوفمبر مطلع فجر
وذكرتنا في الجزائر بدرا فقمنا نضاهي صحابة بدر
شغلنا الورى وملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة تسابيحه من حنايا الجزائر
أمانزار فقد عبر عنها بطريقته:
     نرى الثورة الجزائرية لا تزال تمارس رياضة الركض.
     والقفز والسباحة والمسافات الطويلة بعد زمن طويل من 
     انطلاق رصاصة التحريرالاولى في نوفمبر1954ولا تزال
    الثورة الجزائرية تتفجر عافية وطموحا وشبابا..
     ومن اروع ماشاهدته في الجزائران كل جزائري تقابله يشعرك بأنه هو الثورة
     فهي موجودة في نبرات صوته وعنفوانه وحركات يده ،وبريق عينيه
     وكبريائه وطبيعته المتفجرة.
     هل يمكن أن يعرفنا غيرنا ونحن نجهل انفسنا ونجهل ما  نتميز به من عنفوان وكبرياء
     وشجاعة وكرم يؤهلنا ان نكون من أرقى الشعوب وأكثرها تطورا ناهيك عما أنعم الله به على الجزائر من امكانات طبيعية وثروات هائلة.